Translation

فلسفة الإنسانيين ، فلسفة الأنا والأنا الآخر

تمّ نشر هذه الفقرات من فلسفة الإنسانيين ، لشرح معنى الإنسانية ، لأوّل مرة على الإنترنت ، سنة 2000

مؤسس فلسفة الإنسانيين

Philosophe Mohammad Eldaou

رد مؤسس فلسفة الإنسانيين على السؤال : ما معنى الإنسانية في فلسفة الإنسانيين ؟

الإنسانية هي إنسانية الإنسان الإنساني

عندما أتكلم عن الإنسانية في رؤيتي الإنسانية ، فإنني لا أقصد بها ما يفهمه الناس بمعان مختلفة وبتعابير عشوائية وبتفاسير ارتجالية تختلف من شخص لآخر ، وحتى أنها تتناقض مع بعضها عند نفس الشخص ، ولا يجمع بينها إلاّ أنها تفسيرات غير صحيحة وغير منطقية . فتتعدّد التفسيرات لمعنى الإنسانية على أنها البشرية أي جميع أفراد النوع البشري ، ويدّعي البعض أن الإنسانية هي ما تعنيه كلمة هومانيسم humanism على أنها الخصائص البشرية المشتركة بين جميع الكائنات البشرية والتي تميّز البشر عن الحيوانات ، ومنهم من يدّعي أن الإنسانية تولد مع الإنسان بالفطرة … وإن من يعتمد هذه التفسيرات فإنه لا يميّز بين الإنسان الأناني والإنسان الأناني ، ولا يفرّق بين الإنسان الذي يتعامل مع الآخرين بأنانية وبوحشية حيوانية وبسلوكيات مبنية على غرائز حيوانية وعلى انفعالات غريزية لا هدف لها سوى تحقيق الحاجات الأنانية الحيوانية مهما تعدّدت أساليب ووسائل تحقيق تلك الحاجات . وإن كل هذه المقولات الخاطئة لتفسير معنى الإنسانية سببها الفهم الخاطئ للإنسانية بسبب غياب فلسفة إنسانية تشكل أساسا ومنطلقا للوعي الإنساني وللفهم الإنساني الذي به يتميّز الإنسان الإنساني عن الإنسان الأناني … وأمّا في رؤيتي الإنسانية في فلسفة الإنسانيين ، فإن الإنسانية ليست صفة كل إنسان ، ولا تعني الخصائص البشرية المشتركة بين الناس والتي تميّز الكائنات البشرية عن الكائنات الحيوانية . وبالتالي فإن ما أقصده بالإنسانية ليست نقيض الحيوانية في الحيوانات التي تعيش في الطبيعة ولا هي نقيض الوحوش في الغابات ، وإنما هي نقيض الأنانية والحيوانية الوحشية التي هي في الإنسان الأناني الذي يصل في بعض البشر إلى مستويات من الوحشية تجعله أخطر من الوحوش وأكثر تدميراً من قوى الطبيعة . الإنسانية إذن هي عكس الأنانية . وهي معاملة الإنسان للإنسان الآخر على أنه أناه الآخر بالحب الإنساني بناء على مبدأ التماثل الجوهري وليس على أساس التشابه النوعي بين الكائنات البشرية . و الجوهر الإنساني في الإنسان هو في استعداده وفي قابليّته على التحرر من الأنانية التي يولد عليها كل مولود بشريّ ، باكتساب الوعي الإنساني من خلال التربية الإنسانية التي تبني شخصيته الإنسانية . الإنسانية إذن هي إنسانية الإنسان الإنساني . وليست الطابع البشري في كل إنسان . وبذلك فإن الإنسانية ليست في كل إنسان . ولو أن كل إنسان هو إنسان إنساني لمجرّد أنه إنسان ، لما حصلت كل هذه الصراعات الوحشية الدموية بين البشر منذ البدايات السحيقة للتاريخ البشري الحيواني الوحشي الأناني حتّى اليوم . إن الطبيعة التي يولد عليها المولود البشري هي الأنانية الحيوانية . وإنه سوف ينمو ويبقى إنساناً أنانيّا حيوانيّا إذا لم يتلقّ التربية الإنسانية لتحويل قابليّته واستعداده لاكتساب الوعي الإنساني إلى قدرات وإمكانيات تشكل مقومات الشخصية الإنسانية لديه . ويكتسب الطفل الوعي الإنساني من خلال التربية الإنسانية والمعاملة الإنسانية بالحب الإنساني لبناء شخصيته الإنسانية ولبكون مؤهّلاً للتعامل الإنساني مع جميع احتمالات الإنسان . إن الإستعدادات الكامنة في الإنسان هي في قابليّته على التربية والفهم والتعلّم واكتساب العقل الإنساني وكذلك اكتساب العلم ومعرفة الحق والسعي إلى الخير وحبّ الآخرين وتحقيق سعادته من خلال إسعاده غيره . وإن هذه الإستعدادات والقابليات التي تشكل القاسم المشترك الجوهري بين البشر ، هي التي تميّز المولود البشري عن غيره من المواليد عند الكائنات الحيّة الأخرى . وإن تحويل هذه الإستعدادات والقابليات إلى قدرات ومؤهلات للتعامل الإنساني هي التي تجعل الإنسان إنساناً إنسانيّا . وبعكس الإنسان الإنساني ، فإن الإنسان الأناني هو الإنسان الذي لم يحوّل أبواه ومن يرعاه في طفولته إستعداداته وقابلياته إلى قدرات ومؤهلات للتعامل الإنساني ، فيستمر على ما ولد عليه من أنانية ويتعوّد على التفكير والتصرّف بطريقة حيوانية غريزية عفوية عشوائية عاطفية ، فينشأ ويكبر ويثبت على ما ولد عليه من أنانية وتعصّب للذات ، ليكون إنساناً أنانيّاً عن جهل بالإنسانية وعن تعصّب للأنانية عن قصد وإصرار ، في تفكيره وفي سلوكه وفي أطماعه وفي أنانيته التي تصل إلى حدّ الوحشية عندما تقتضي مصلحته الأنانية ذلك .

ولكي يتعامل الناس بروح إنسانية في تعاملهم الإنساني لكي يشعر كل واحد منهم بالأمان وبالسلام وبالسعادة المشتركة بينهم ، فإنهم يحتاجون إلى وعي إنساني مشترك وإلى معايير وقيم إنسانية مشتركة تشكل القواسم الإنسانية المشتركة بينهم . ومن أجل ذلك فلا بدّ من الإنتقال من الإيجابية العفوية إلى الممارسة الإنسانية المقصودة في معاملة إنسانية واعية ومدركة ، من منطلقات إنسانية وعلى أسس ومبادئ إنسانية مبنية على فلسفة الإنسانيين التي هي فلسفة كل إنسان إنساني . ومن أجل ذلك فمن الضروري قبل أيّ شيء ، التوافق على معنى الإنسانية على أنها معاملة الإنسان للإنسان الآخر على أنه أناه الآخر . وإن هذه المعاملة لا يمكن تبادلها بين الناس بطريقة عفوية . فإن الناس العفويين هم الناس الغريزيين الأنانيين الذين يستحيل عليهم أن يحبّوا أحداً غير أنفسهم . والذين يتعاملون مع غيرهم على حسب أهوائهم ورغباتهم التي تتقلّب وتتغيّر مع تغيّر مصالحهم . وبما أن معنى الإنسانية في فلسفة الإنسانيين هو نقيض معنى الأنانية . فإن الإنسانية إذن هي إنسانية الإنسان الإنساني ، وهي جوهر الشخصية الإنسانية للإنسان الإنساني والتي هي في مقومات الشخصية الإنسانية للإنسان الإنساني والتي يكتسبها الإنسان الإنساني بتحويل الاستعدادات الإنسانية الكامنة في المولود البشري بواسطة التربية الإنسانية المبنية على فلسفة تربويّة إنسانية ومن خلال المعاملة الإنسانية وبالتوجيه الإنساني لإعداد الشخصية الإنسانية بتحرير الطفل من أنانيته وبتحويله إلى إنسان إنساني قادر على بناء العلاقات الإنسانية والمؤهل للتعبير عن الجوهر الإنساني في تفكيره وتعبيره وأفعاله وتصرّفاته في علاقاته مع جميع احتمالات الإنسان .

مؤسس فلسفة الإنسانيين philosophe Mohammad Eldaou

إنسانيون ، كوكبيون ، من مختلف المجتمعات على الكوكب من مختلف الإنتماءات و المعتقدات والأديان ، في مختلف البلدان ، يلتقون على حب الإنسان للإنسان

للمزيد من الإطّلاع على فلسفة الإنسانيين ، وللتّعرف على الإنسانيين

غروب إنسانيون أوّل ملتقى إنساني لجمع الإنسانيين من مختلف الأديان والمعتقدات في مختلف المجتمعات والبلدان ، في أوّل أسرة إنسانية لتواصل الإنساني بالحب الإنساني والمساواة الإنسانية واحترام الكرامة الإنسانية على قيم الحق والخير والصواب ، في أوّل تجربة للتعامل الإنساني بين الإنسان والإنسان في تاريخ العلاقات البشرية بدون تمييز عنصري أو ديني أو طائفي أو سياسي أو وطني أو قومي أو ثقافي ، وبدون تفرقة بين إنسان وإنسان لأيّ اختلاف من أيّ نوع ولأيّ سبب كان .  

philosophe Mohammad Eldaou © 2000 – All Rights Reserved- يرجى ذكر إسم مؤسس فلسفة الإنسانيين أ. محمد الضو عند نشر كتابات من هذا الموقع

عدد زوّار الموقع

085974