Translation

فلسفة الإنسانيين ، فلسفة الأنا والأنا الآخر


تمّ نشر هذه الفقرات من فلسفة الإنسانيين ، لشرح معنى الإنسانية ، لأوّل مرة على الإنترنت ، سنة 2000


مؤسس فلسفة الإنسانيين

Philosophe Mohammad Eldaou


مفهوم الإنسانية ومقومات العمل الإنساني

February 20, 2011 at 11:48pm


ليس للإنسانيين دين ، فإنهم من مختلف الأديان والمعتقدات ، وليس للإنسانيين وطن ، فإنهم من مختلف الأوطان 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن مفهوم الإنسانية هو من أكثر المفاهيم التي يجمع الناس على تأييدها بالرغم من اختلاف أديانهم معتقداتهم وثقافاتهم وأفكارهم وانتماءاتهم في مختلف بلدان العالم .
ففي الواقع البشري على مستوى الكوكب بأسره  توجد مئات الأديان التي تتفرّع منها آلاف الطوائف والمذاهب والتيارات الدينية والسياسية ، وإن أيّ دين من الأديان المنتشرة في مختلف المجتمعات حول العالم ، لا يحظى بتأييد جميع البشر .
 إذ نرى أن  لكلّ دين من الأديان فريقاً من الناس  يؤمنون به دون أن يؤمن به فريق آخر .  وقد يؤمن فريق من البشر بالله وقد لا يؤمن به فريق آخر .ـ
أما الموقف الإيجابي من كلمة ” الإنسانية ”  فيجمع عليه  جميع المؤمنين في جميع الديانات على اختلافها وتنوّعها ، مثلما يجمع عليها غير المؤمنين بأديان مجتمعاتهم من مختلف الإيديولوجيات والثقافات .
إذن فإن كلمة الإنسانية بما فيها من معان وأبعاد وقيم  تتجاوز إنتماءات الناس لأي دين من الأديان ولأي وطن من الأوطان ولأية قومية من القوميات حيث تجمع المليارات من البشر  على اختلاف انتماءاتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم  على نفس الموقف الإيجابي من كلمة  الإنسانية . بل إن الحماس لهذه الكلمة يدفع الكثير من المؤمنين إلى التصريح بأن  أديانهم إنسانية ، بالرغم مما في هذا الكلام من تعارض مع  الطابع الإلهي للأديان .
وإن الإجماع على هذه الكلمة من قبل مختلف احتمالات الإنسان يجعلها نقطة التقاء  توحد بين المؤمن وغير المؤمن وبين المتديّن وغير المتديّن وبين
الناس من مختلف المجتمعات والبلدان في مختلف المذاهب والطوائف والمجموعات و المجتمعات والبلدان والقارات وتتوافق عليها الدول والأمم والمنظمات العالمية والهيئات
الدولية .
فمن هو الذي يرفض ان يكون إنسانيّاً ؟ ومن هو الشخص المؤمن الذي يسمع بكلمة الإنسانية ولا يعتبر أن دينه إنسانيّا؟ ولا يعتبر نبيّه إنسانيّاً ؟
بل إن  أكثر الناس أنانية وجهلاّ بمعاني الإنسانية فهم لا يقبلون إلاّ بوصف أنفسهم بأنهم إنسانيون !ـ
وفي العالم العربي فإن كلمة إنسانية هي واحدة من أكثر الكلمات قبولاً واحتراماً واقتراباً من كل إنسان .
وإن كان الكثير من الناس يعجز عن الإجابة على الكثير من الأسئلة حول إعطاء تعريفات للكثير من المفاهيم  الهامّة والمتداولة ، إلاّ أنه من الصعب أن نجد إنساناً ليس لديه تعريف لكلمة الإنسانية ولو  أنه تعريف ارتجالي وعشوائي  ، من خلال تجربته الشخصية . ما يجعل هذه الكلمة الاكثر إجماعاً بين مختلف الناس في المجتمعات العربية التي تضم مختلف الانتماءات القومية والثقافية ، وكذلك الأمر بالنسبة لمختلف المجتمعات في العالم بأسره على الإطلاق .
ومع ذلك فإنها  الأكثر اختلافاً وتنوّعاً في فهم الناس لها حيث يفسرها كل واحد من الناس  بحسب رأيه الشخصي الذي قد يقترب أو يبتعد عن حقيقة الإنسانية وأبعادها النظرية وتطبيقاتها العملية .ـ
وكثيراً ما يعتقد الناس أنهم يتفقون على معنى واحد لمفهوم ” الإنسانية ” . بينما لو سألنا مجموعة من الأشخاص لوجدنا أن لكل منهم تفسيراً مختلفاً لهذا المفهوم الذي يعتبر أكثر المفاهيم قبولاً من خلال مليارات الناس حول العالم ، بالرغم من تفاوت الفهم في معناه وفي مفاعيل الإلتزام به. ـ
وتتعدد معاني كلمة إنسانية حتى عند الشخص الواحد .
فأحياناً يستخدم الناس كلمة الإنسانية على أنها صفة  لكل ما له علاقة بالإنسان  بحيث تكون كلمة إنسان تقابلها صفة إنساني   مثل لبنان لبناني ، وصيف صيفي وأوروبا أوروبي . وكذلك تتردد كلمة إنسانية  بمعنى الآدمية وما يجمع بين البشر من خصائص نوعيّة مشتركة تميّزهم عن أنواع الحيوانات والكائنات الحية ، وكذلك ينتشر معنى الإنسانية على أنه  الصفات الإيجابية للشخص  والتي قد تتغيّر وتنقلب إلى صفات سيّئة ، بالإضافة إلى ذلك  يدل معناها على ردود الأفعال والمواقف ذات الطابع العاطفي تجاه الأحداث والأشخاص .وأحياناً يكون معناها البشرية ، أي جميع البشر . وإن جميع هذه الإستخدامات لكلمة إنسانية هي استخدامات خاطئة تدل على انعدام الفهم الإنساني للأبعاد الجوهرية لكلمة إنسانية .
وكذلك توصف بهذه الصفة  بعض الأعمال الإيجابية أو المواقف العاطفية والمشاعر الرومانسية  وكذلك  توصف بالإنسانية ،  المؤسسات التي تقوم بتقديم المساعدات للمحتاجين ولضحايا الحروب وتوصف معها المساعدات بأنها مساعدات إنسانية ، مع أن الكثير من هذه المؤسسات تكون تابعة للدول التي تشعل الحروب وتدمر البلدان وتتسبب بالخراب والموت والتهجير لملايين البشر ، وتستخدم هذه المساعدات للتحكم بانتشار الذين يبقون على قيد الحياة لاستغلال مآسيهم والسيطرة عليهم من خلال هذه المساعدات والتي تتعرّض للسرقات من قبل العاملين على إدارة توزيعها والذين يصبحون من كبار الأغنياء على حساب ضحايا الجرائم البشرية الوحشية التي تغطّى بالأعمال التي يقال عنها إنسانية ، والتي يصدّقها وينخدع بها من لا يعرفون حقيقة الشروط والمعايير الإنسانية لأي عمل إنساني .
حتى إن جهل بعض الناس بمعنى الإنسانية وبمعاييرها التي بها نقيّم العمل الإنساني والتصرفات والأخلاقيات الإنسانية ، يصل بهم  إلى وصف بعض السلوكيات الحيوانية التي تعجبهم وتبدو لهم ذات طابع إيجابي ، بأنها أعمال إنسانية ! بل  وقد يصل الجهل الإنساني بالبعض بوصف الحيوانات أفضل من الإنسان للتعبير عن إحباطهم من الأعمال الوحشية التي يرتكبها بعض البشر من الأنانيين والمضللين ، لأنهم لا يعرفون أهمية الوعي الإنساني وضرورته ، وأن الإنسان قد يتحوّل إلى اخطر من الوحوش المفترسة عندما لا  يتلقّى التربية الإنسانية ولا يكون عنده الوعي الإنساني ومقومات الشخصية الإنسانية التربوية والمعرفية والثقافية والأخلاقية المبنية على رؤية إنسانية فلسفية تشكل القاسم المشترك بين الإنسانيين في تعاملهم الإنساني وفي مواقفهم الإنسانية المتضامنة من أجل الإنسان ، بناء على أسس ومبادئ وقيم إنسانية تشكل القواسم الإنسانية المشتركة التي توحّد  الإنسانيين أينما كانوا في مختلف المجتمعات والبلدان ومن مختلف المعتقدات والإيديولوجيات والأديان  .



مـــلاحـــظة
يرجى ذكر إسم مؤسس فلسفة الإنسانيين عند نشر فقرات منقولة عن هذا الموقع ، وعدم التصرّف بالمحتويات الواردة في هذا الموقع بأي شكل من أشكال مخالفة قوانين حماية حقوق الملكية الفكريّة . مع الشكر لكل من يهتم بهذه الكتابات ويعمل على نشرها لنشر الوعي الإنساني الذي هو أساس العلاقات الإنسانية بين الإنسان والإنسان .
مؤسس فلسفة الإنسانيين
Mohammad Eldaou

 

عدد زوّار الموقع

085974