الله خلق الإنسان كائناً كونيّاً ، بين السماوات والأرض ، فمن ذا الذي جعل الناس قوميين ووطنيين ومعزولين في زواريب وأزقـَّة ؟ في جماعات تتقاتل لتحقيق رغبات ومصالح  زعماء لا وزن لهم في ميزان الكون. ما  هو لك ومن حقّك  الإنساني  في ناموس الحق  لمَ تمدّ يدك وتشحذه من شخص لا يملك سوى سلطته عليك؟  الله خلقك مجّاناً ومجّاناً أعطاك من روحه وخلق لك الكون من فضله، فلمَ تدفع أغلى الأثمان من عمرك ومن تعبك ومن حقوقك ومن حياتك لمن هو بشريّ مثلك ولا يميّزه عنك سوى أنه يكذب عليك وأنت تثق به ، وهو يخونك وأنت تخلص له ؟.هؤلاء الذين يقبّلون يديك لكي تموت في سبيلهم ويدّعون كذباً وخداعاً  بأنك تومت في سبيل الله ، يقصدون أنّهم هم الله وأن سبيل الله هو تحقيق أطماعهم الأنانية التي لا يستطيعون تحقيقها إلاّ من خلال إشعال الصراعات بين الإنسان والإنسان .  هؤلاء الخادعون هم أنفسهم الذين يوظّفون  من يحدّثك عن الجنة ويقبّل يديك لكي تذهب إلى الجنة بينما هم يستولون حتى على أكواخ الفقراء في هذه الدنيا  ، ولو كان  هؤلاء يؤمنون حقّاً بالجنّة فهل كانوا أفشوا لك بالسرّ؟ وهل كانوا أخبروك بما قد تنافسهم عليه ؟